مدونة العبقري التعليمية مدونة العبقري التعليمية
recent

آخر الموضوعات

recent
recent
جاري التحميل ...

كيف تتعامل مع الأطفال الموهوبين و المتفوقين عقليا؟ التحديات، الخصائص، الصفات و نصائح في التربية



كيف تتعامل مع الأطفال الموهوبين و المتفوقين عقليا


التحديات، الخصائص و الصفات و نصائح في التربية


تعتبر تربية طفل موهوب وذكي تجربة رائعة ومليئة بالتحديات والإثارة و التشويق بالنسبة للوالدين، فالأطفال الموهوبون فضوليون ومتحمسون للتعلم بقوة ومليئون بالأفكار التي تجعل منهم أشخاصا مثل البالغين.

  لكنهم يواجهون أيضًا تحديات فريدة بالنسبة لوضعهم على المستوى العاطفي و الاجتماعي والتي تكون مربكة ومثيرة لمجموعة مشاكل يواجهها أو يتسبب فيها الآباء والبيئة المحيطة.


 يمكن أن تؤدي سرعة التعلم والفهم والذكاء الخارق التي يتميز بها الأطفال الموهوبون إلى معاناتهم اجتماعيًا وعاطفيًا، فهم يسبقون جيلهم و أعمارهم، و بصفتك أحد الوالدين، من المهم فهم هذه الصعوبات و التحديات التي يمكن أن يواجهها الأطفال الموهوبون أو المتفوقون عقليا.  


ما هي التحديات التي يواجهها الأطفال الموهوبون؟



1 - الفارق الكبير بينه و بين الأطفال في سنه


 في حين أن قراءة الكتب عالية المستوى أو حل مسائل الرياضيات المعقدة قد يكون سهلا عند طفلك، إلا أنها أكثر صعوبة بالنسبة للأطفال في سنه، فالطفل الموهوب لا يملك الكثير من القواسم المشتركة مع الأطفال الآخرين في سنه، مما قد يجعل تكوين صداقات معهم أمرًا صعبًا، أحيانا بمجرد أن يصبح الأطفال المتفوقين عقليا مراهقين، فإنهم يحاولون إخفاء ذكائهم ومستواهم من أجل التوافق مع الآخرين في سنهم و تكوين صداقات.

 


2- الاحساس بالملل في الفصل الدراسي التقليدي :


  يعاني الطفل الموهوب أيضًا من الملل في الفصل الدراسي - خاصةً إذا كانت المادة سهلة جدا بالنسبة إليه - مما قد يوقعه أحيانا في مشكلات مع المعلم كتجنب أداء الواجب المدرسي أو سوء التصرف داخل الفصل و الاحساس بالملل وعدم الرغبة في التركيز.  قد يجد صعوبة في اتباع القواعد، خاصة إذا كان لديه الكثير من الأفكار والحلول الإبداعية تفوق مستوى جيله بكثير.

 

 يعاني الأطفال الموهوبون من نقص الحافز أو الملل في البيئات الاجتماعية أو التعليمية التقليدية، مما يؤدي إلى تحديات سلوكية مثل رفض المدرسة أو نوبات الغضب أو التخلص من المقررات المدرسية.


3 - علاقة الطفل مع أقرانه ليست عادية


 تظهر الأبحاث أنه بالمقارنة مع أقرانهم، فإن الأطفال الموهوبين لديهم احتياجات اجتماعية وعاطفية مختلفة حيث يشعرون بمزيد من العزلة ويميلون إلى أن يكونوا أقل تفاعلا مع أفكار أقرانهم. 

لذلك فكيفية نظر الوالدين للطفل الموهوب وتربيته تلعب دورا هاما في توجيهه على المستوى السلوكي.

 

 عندما يحس الطفل بأنه استثنائي، أو يتم وضعه في مدارس خاصة، أو احضار مدرسين خاصين، يؤدي ذلك إلى شعور الطفل  بالاختلاف والانفصال عن أقرانه.

 

 ينتهي الأمر بالأطفال في هذه الحالة بمحاولة الارتقاء إلى مستوى هذه التوقعات.  فيحاولون إرضاء والديهم بدلاً من الاستمتاع بموهبتهم.  وفي المقابل،  يبدأون في التساؤل عن هويتهم الأساسية، ما يجعلهم يعانون من القلق والانسحاب الاجتماعي وتدني احترام الذات والبحث عن الكمال المفرط.

بالإضافة إلى ذلك، تشير الأبحاث إلى أن الأطفال الموهوبين يعتقدون في كثير من الأحيان أن قدراتهم الاجتماعية وصحتهم الجسدية أسوأ من أقرانهم.


ما هي صفات وخصائص الأطفال الموهوبين


1 - طفل بعقلية بالغ


 نظرًا لأن الأطفال الموهوبين يمكنهم استيعاب المفاهيم بسرعة، وإجراء محادثات شبيهة بالبالغين، وتطوير حلول إبداعية للمشكلات، غالبًا ما يتفاجأ الآباء عندما يواجه طفلهم الموهوب مشكلات سلوكية  فلا يستطيعون فهمه، بكل بساطة تعامل مع طفلك كطفل عادي من حيث العمر و المرحلة، وكبالغ من حيث القدرات العقلية و الأفكار.



2 - تطور يسبق الزمن


 غالبًا ما يتمتع الأطفال الموهوبون و المتفوقون عقليا بمهارات فكرية متقدمة تسمح لهم بالأداء على مستويات عالية وحل المشكلات المعقدة.  لكن هذا الذكاء لا يقترن دائمًا بمهارات اجتماعية وعاطفية عالية.

 اجتماعيًا وعاطفيًا، غالبًا ما يتطور الأطفال الموهوبون بنفس المعدل أو حتى أبطأ من أقرانهم.



 عندما تتطور هذه المهارات - المهارات الفكرية والمهارات الاجتماعية والعاطفية - بسرعات مختلفة، يعتبر هذا التطور غير متزامن.  في بعض الحالات، قد يواجه الأطفال الموهوبون مشاكل عندما لا تتوافق قدراتهم الجسدية و العاطفية مع قوتهم الفكرية.

 

 قد يكون الأطفال الموهوبون قادرين على فهم المفاهيم المجردة فكريا ولكن قد لا يتمكنون من التعامل مع هذه المفاهيم عاطفيا.  يمكن أن يؤدي هذا إلى ظهور مخاوف غربية و شديدة يعانون منها مثلا كالخوف من الموت، والمستقبل وأمور أخرى قد لا يعاني منها الأطفال في سنهم.

 

على سبيل المثال: قد يستوعب الطفل الموهوب جميع الجوانب السلبية و الانعكاسات التي قد تنجم عن الطلاق، مما يؤدي إلى زيادة قلقه، في حين أن الطفل العادي قد يأخذ هذه الظروف أكثر في ظاهرها.  إن نموهم البدني مناسب لعمر طفل ولكن معدل ذكائهم متقدم.

 

 كمثال توضيحي لكل ما نقول:


 الطفل الموهوب أو المتفوق عقليا يستطيع المشاركة في محادثات الكبار حول قضايا مثل تغير المناخ أو الجوع في العالم دقيقة واحدة ثم تجده بيكي في الدقيقة التالية لأن شقيقه أخذ لعبته المفضلة.  هذا ما قد يربك الآباء ولا يعرفون كيفية التصرف.



3-  القدرة اللفظية والاستدلال


 في حين أن الأطفال الموهوبين قادرين على القراءة والتحدث وحتى التفكير فوق المستوى العادي، فإن هذه القدرات تكون متعبة في مجالات اخرى، على سبيل المثال، يمكن للأطفال الموهوبين أن يكونوا كثيري الجدال ويصعب اقناعهم، قد يلاحظ الآباء أن هؤلاء الأطفال هم محامون صغار. 

 

 بالإضافة إلى ذلك، فإن هذه القدرة على التفكير بمستوى متقدم تجعل الأطفال يشعرون بعدم الأمان لأنهم لا يمتلكون القدرة العاطفية للتعامل مع اتخاذ القرارات أو تحمل مسؤولية متزايدة. فهم لا يزالون بحاجة إلى قواعد وتربية مثل أي طفل آخر في سنهم ويحتاجون إلى إرشادات وحدود مناسبة في التعامل، بغض النظر عن مدى الذكاء الذي قد يبدون عليه.



4 - مجالسة الكبار


   طريقة التحدث المتطورة وحس الدعابة المتقدم غالبا ما تتسبب في إساءة فهم الطفل الموهوب وخاصة من قبل أقرانه، هذا ما يجعلهم يشعرون بالنقص في حضوره و ويرفضونه، وهذا من أحد الأسباب التي تجعل الأطفال الموهوبين يفضلون غالبًا التواجد مع الأكبر سنًا والبالغين.



5 - الكمالية المفرطة


 إنه لأمر رائع أن تتمتع بمهارات عالية المستوى، لكن هذه المهارات تخلق أحيانًا توقعات غير معقولة، على سبيل المثال، يصبح بعض الأطفال الموهوبين منشدون للكمال، ويتوقعون الحصول على درجات مثالية في كل اختبار.

 يمكن أن يؤدي هذا السعي إلى الكمال بدوره إلى الخوف من الفشل، مما يتسبب في رفض الطفل الموهوب تجربة شيء جديد.


 6 - حساسيات الاخرين من حوله


 يتميز الطفل الموهوب بالملاحظة الشديدة والخيال والقدرة على رؤية ما وراء الأشياء الواضحة. هذا يتسبب أحيانا في ظهور الطفل الموهوب كشخص غريب الكل ينظر إليه نظرات إعجاب أو إستغراب ما يشعره بالخجل وقد يتوقف عن ابداء رأيه في المواقف الجديدة بسبب هذه الآثار المترتبة بسبب هذه الحساسية الشديدة تجاهه.



- بعض النصائح في تربية الطفل الموهوب :

 

 تتطلب تربية طفل موهوب فهمًا عميقًا لقدراتهم وشغفهم واهتماماتهم، وكذلك فهم التحديات الفريدة التي يواجهونها. هذا يعني أنك بحاجة إلى تربيتهم بأسلوب يتناسب مع احتياجاتهم.



 1- كن مستمعا جيدا


 استمع حقًا إلى ما يقولون، كن منفتحًا على آرائهم وحتى شكاويهم وحاولوا صياغة الحلول معًا.  سيؤدي القيام بذلك إلى تمكين طفلك من التعامل مع التحديات بثقة.

 احرص على توفير مساحة آمنة لطفلك لمناقشة المشكلات التي تواجهه ومعالجتها عند ظهورها،  وحافظ على التواصل المفتوح مع مدرسة طفلك وراقب سلوكه مع المعلمين و زملائه في الفصل لضمان الدعم المناسب له.



2- استخدم أسلوب تربية لين و معتدل


 تشير الدراسات إلى أن الأبوة والأمومة اللينة هي أفضل نهج عندما يتعلق الأمر بتربية الأطفال الموهوبين.  هذا النهج يعزز الدافع الذاتي والشعور بالاستقلالية عنده، أما اللأبوة الاستبدادية  فلها تأثير سلبي خطير على تربية الطفل الموهوب وصحته العقلية، والتي يقول الباحثون إنها تكسر الطفل وتمنعه من اظهار قدراته وتؤثر بالسلب على نشاطه الذهني.

 

  قد يكون من الصعب استيعاب أن الطفل الموهوب لا يزال طفلًا نظرًا لقدراته الكبيرة و التي تجعل الآباء يعاملونه مثل الشخص الناضج. ضع في اعتبارك أنه حتى لو كانوا موهوبين، فهم أطفال يحتاجون إلى مساعدة في المعالجة الاجتماعية والعاطفية و يحتاجون إلى مساعدة في تطوير مهارات التكيف و التعامل مع المواقف الصعبة التي تواجههم .


3 - المساندة والدعم اجتماعيا


 يشعر الأطفال الموهوبون بأنهم مختلفون عن أقرانهم - حتى في سن مبكرة.  من المهم للوالدين إدراك هذه الحقيقة ومساعدتهم على تكوين روابط اجتماعية.

 تأكد من حصول طفلك على فرصة الاختلاط بمجموعة متنوعة من الأطفال، كما  يجب أيضًا أن تجد طرقًا لطفلك لاستكشاف مجالات موهبته والتوسع فيها إذا استطعت.


يجب أن يربى طفلك ليشعر بالفخر بتفرده ولكن لا يشعر بأنه غريب.


مواضيع مهمة
الأسرة و الطفل, تنمية بشرية

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

مدونة العبقري التعليمية